مقتضب‌الاثر فی‌النص علی‌الائمه‌الاثنی‌عشر علیهم‌السلام المجلد 2

اشارة

شابک964-309-301-8
پدیدآورنده(شخص)جوهری، احمدبن محمد، -۴۰۱ ق
عنوانمقتضب‌الاثر فی‌النص علی‌الائمه‌الاثنی‌عشر علیهم‌السلام
تکرار نام پدیدآورابی‌عبیدالله احمدبن‌محمدبن‌عبدالله‌بن‌عیاش الجوهری
مشخصات نشرتهران: موسسه‌البعثه، مرکزالطباعه والنشر،۱۴۲۹ ق.=۱۳۸۷ .
مشخصات ظاهری۱۰۸ص
یادداشتعربی
یادداشتکتابنامه: ص. [۹۷] -۱۰۶ ؛ همچنین به‌صورت زیرنویس
موضوعاحادیث شیعه -- قرن‌۴ ق
موضوعائمه اثناعشر -- احادیث
شناسه افزوده (سازمان)بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلامی
رده کنگرهBP،۱۲۹،/ج۹م۷
رده دیوئی۲۹۷/۲۱۲
شماره مدرکم۸۱-۱۲۸۸۱

الجزء الثانی‌

من مقتضب الاثر فی الائمة الاثنی عشر جمع الشیخ ابی عبد اللّه احمد بن محمّد بن عبید اللّه بن الحسن بن عیاش بن ابراهیم بن ایوب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* حدیث عبد اللّه بن عمر بن الخطاب «1» مرفوعا فی أسماء الائمة علیهم السلام و أعدادهم و حدیث کعب الاحبار.
حَدَّثَنِی أَبُو الْخَیْرِ ثَوَابَةُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِیُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی مَعْشَرٍ الْحَرَّانِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَی بْنُ عِیسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِفْرِیقِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِیُّ أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِی عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ یُحَدِّثُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ بِمَکَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ یَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَیَّ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی یَا مُحَمَّدُ! مَنْ خَلَّفْتَ فِی الْأَرْضِ عَلَی أُمَّتِکَ- وَ هُوَ أَعْلَمُ بِذَلِکَ-؟ قُلْتُ: یَا رَبِّ أَخِی؛ قَالَ: یَا مُحَمَّدُ! عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ یَا رَبِّ! قَالَ: یَا مُحَمَّدُ إِنِّی اطَّلَعْتُ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَرْتُکَ مِنْهَا، فَلَا أُذْکَرُ حَتَّی تُذْکَرَ مَعِی، أَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ اطَّلَعْتُ إِلَی الْأَرْضِ
______________________________
(1) اخرجه فی الْبِحَارُ ج 9 ص 127 وَ فی اثبات الْهُدَاةِ ج 3 ص 200 عَنْ هَذَا الْکِتَابِ.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:27
اطِّلَاعَةً أُخْرَی فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَجَعَلْتُهُ وَصِیَّکَ، فَأَنْتَ سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ، ثُمَّ اشْتَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَأَنَا الْأَعْلَی وَ هُوَ عَلِیٌّ، یَا مُحَمَّدُ إِنِّی خَلَقْتُ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ (ع) وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ عَرَضْتُ وَلَایَتَهُمْ عَلَی الْمَلَائِکَةِ؛ فَمَنْ قَبِلَهَا کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ مَنْ جَحَدَهَا کانَ مِنَ الْکافِرِینَ؛ یَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِی عَبَدَنِی حَتَّی یَنْقَطِعَ ثُمَّ لَقِیَنِی جَاحِداً لِوَلَایَتِهِمْ أَدْخَلْتُهُ نَارِی؛ ثُمَّ قَالَ: یَا مُحَمَّدُ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمْ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: تَقَدَّمْ أَمَامَکَ فَتَقَدَّمْتُ أَمَامِی فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ، وَ الْحُسَیْنُ، وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ، وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ، وَ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ کَأَنَّهُ کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ فِی وَسَطِهِمْ، فَقُلْتُ: یَا رَبِّ! مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ، وَ هَذَا الْقَائِمُ یُحِلُّ حَلَالِی وَ یُحَرِّمُ حَرَامِی وَ یَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی، یَا مُحَمَّدُ! أَحْبِبْهُ فَإِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ، قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا انْصَرَفَ سَالِمٌ مِنَ الْکَعْبَةِ تَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ: یَا أَبَا عُمَرَ وَ أَنْشُدُکَ اللَّهَ هَلْ أَخْبَرَکَ أَحَدٌ غَیْرَ أَبِیکَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ؟
قَالَ: اللَّهُمَّ أَمَّا الْحَدِیثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَلَا، وَ لَکِنِّی کُنْتُ مَعَ أَبِی عِنْدَ کَعْبِ الْأَحْبَارِ؛ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِیِّهَا عَلَی عَدَدِ نُقَبَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ، وَ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَقَالَ کَعْبٌ: هَذَا الْمُقَفِّی أَوَّلُهُمْ وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ، وَ سَمَّاهُ کَعْبٌ بِأَسْمَائِهِمْ فِی التَّوْرَاةِ تقوبیث، قیذوا، دبیرا، مفسورا، مسموعا، دوموه، مشیو، هذار، یثمو، بطور، نوقس؛ قیذمو «1».
______________________________
(1) وَ فی الْمَنْقُولِ عَنْ الْمُقْتَضَبِ فی الْمَنَاقِبِ (ط قُمْ ص 302 ج 1) وَ الْبِحَارُ اخْتِلَافِ فی الالفاظ الْمَنْقُولَةِ عَنْ التَّوْرِیَةَ بَلْ بَیْنَهُمَا وَ بَیْنَ الْکِتَابِ ایضا وَ لَمَّا لَمْ اظفر عَلَی صحیحها بِالْعِبْرِیَّةِ تَرَکْتُهَا بِحَالِهَا وَ کَذَا فِیمَا یأتی.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:28
قَالَ أَبُو عَامِرٍ هِشَامٌ الدَّسْتُوَانِیُّ: لَقِیتُ یَهُودِیّاً بِالْحِیرَةِ یُقَالُ لَهُ عتو بن اوسوا، وَ کَانَ حِبْرَ الْیَهُودِ وَ عَالِمَهُمْ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ تَلَوْتُهَا عَلَیْهِ؛ فَقَالَ لِی: مِنْ أَیْنَ عَرَفْتَ هَذِهِ النُّعُوتَ، قُلْتُ: هِیَ أَسْمَاءٌ قَالَ: لَیْسَتْ أَسْمَاءً لَوْ کَانَتْ أَسْمَاءً لَتَطَرَّزَتْ فِی تَوَاطِی الْأَسْمَاءِ، وَ لَکِنَّهَا نُعُوتٌ لِأَقْوَامٍ وَ أَوْصَافٌ بِالْعِبْرَانِیَّةِ صَحِیحَةٌ نَجِدُهَا عِنْدَنَا فِی التَّوْرَاةِ، وَ لَوْ سَأَلْتَ عَنْهَا غَیْرِی لَعَمِیَ عَنْ مَعْرِفَتِهَا أَوْ تَعَامَی، قُلْتُ: وَ لِمَ ذَلِکَ؟ قَالَ: أَمَّا الْعَمَی فَلِلْجَهْلِ بِهَا، وَ أَمَّا التَّعَامِی لِئَلَّا تَکُونَ عَلَی دِینِهِ ظَهِیراً وَ بِهِ خَبِیراً، وَ إِنَّمَا أَقْرَرْتُ لَکَ بِهَذِهِ النُّعُوتِ لِأَنِّی رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ مُؤْمِنٌ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، أُسِرَّ ذَلِکَ عَنْ بِطَانَتِی مِنَ الْیَهُودِ الَّذِینَ لَمْ أُظْهِرْ لَهُمُ الْإِسْلَامَ وَ لَنْ أُظْهِرَهُ بَعْدَکَ لِأَحَدٍ حَتَّی أَمُوتَ، قُلْتُ: وَ لِمَ ذَاکَ؟ قَالَ: لِأَنِّی أَجِدُ فِی کُتُبِ آبَائِیَ الْمَاضِینَ مِنْ وُلْدِ هَارُونَ أَلَّا نُؤْمِنَ لِهَذَا النَّبِیِّ الَّذِی اسْمُهُ مُحَمَّدٌ ظَاهِراً، وَ نُؤْمِنُ بِهِ بَاطِناً حَتَّی یَظْهَرَ الْمَهْدِیُّ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِهِ؛ فَمَنْ أَدْرَکَهُ مِنَّا فَلْیُؤْمِنْ بِهِ، وَ بِهِ نُعِتَ الْأَخِیرِ مِنَ الْأَسْمَاءِ، قُلْتُ: وَ بِمَا نُعِتَ بِهِ؟ قَالَ: بِأَنَّهُ یَظْهَرُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ* وَ یَخْرُجُ إِلَیْهِ الْمَسِیحُ فَیَدِینُ بِهِ وَ یَکُونُ لَهُ صَاحِباً، قُلْتُ: فَانْعَتْ لِی هَذِهِ النُّعُوتَ لِأَعْلَمَ عِلْمَهَا، قَالَ: نَعَمْ فَعِهِ عَنِّی وَ صُنْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ وَ مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.
أَمَّا تقومیث فَهُوَ أَوَّلُ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَصِیُّ آخِرِ الْأَنْبِیَاءِ، وَ أَمَّا قیذوا فَهُوَ ثَانِی الْأَوْصِیَاءِ وَ أَوَّلُ الْعِتْرَةِ الْأَصْفِیَاءِ، وَ أَمَّا دبیرا فَهُوَ ثَانِی الْعِتْرَةِ وَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ، وَ أَمَّا مفسورا فَهُوَ سَیِّدُ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ، وَ أَمَّا مسموعا فَهُوَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ، وَ أَمَّا دوموه فَهُوَ الْمِدْرَةُ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ الصَّادِقُ، وَ أَمَّا مشیو فَهُوَ خَیْرُ الْمَسْجُونِینَ فِی سِجْنِ الظَّالِمِینَ، وَ أَمَّا هذار فَهُوَ الْمَنْخُوعُ بِحَقِّهِ النَّازِحُ الْأَوْطَانِ الْمَمْنُوعُ وَ أَمَّا یثمو فَهُوَ الْقَصِیرُ الْعُمُرِ الطَّوِیلُ الْأَثَرِ، وَ أَمَّا بطور فَهُوَ رَابِعٌ اسْمُهُ؛ وَ أَمَّا نوقس فَهُوَ سَمِیُ
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:29
عَمِّهِ، وَ أَمَّا قیذمو فَهُوَ الْمَفْقُودُ مِنْ أَبِیهِ وَ أُمِّهِ، الْغَائِبُ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ عِلْمِهِ وَ الْقَائِمُ بِحُکْمِهِ.
(قال و مما روته العامة عن الحسن بن أبی الحسن البصری فی ذلک.)
حَدَّثَنِی: أَبُو الْحُسَیْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُکْرَمٍ الطستی، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَلَوِیَّةَ الْقَطَّانُ؛ قَالَ: حَدَّثَنِی إِسْمَاعِیلُ بْنُ عِیسَی الْعَطَّارُ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ وَ الْمُبَارَکُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ یَرْفَعُهُ قَالَ: أَتَی جَبْرَئِیلُ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ لَهُ: یَا مُحَمَّدُ! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْمُرُکَ أَنْ تُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ أَخِیکَ؛ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ إِلَی عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ: یَا عَلِیُّ إِنِّی مُزَوِّجُکَ فَاطِمَةَ ابْنَتِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ أَحَبَّهُنَّ إِلَیَّ بَعْدَکَ وَ کَائِنٌ مِنْکُمَا سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الشُّهَدَاءُ الْمُضَرَّجُونَ الْمَقْهُورُونَ فِی الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِی؛ وَ النُّجَبَاءُ الزُّهَرُ الَّذِینَ یُطْفِئُ اللَّهُ بِهِمُ الظُّلْمَ، وَ یُحْیِی اللَّهُ بِهِمُ الْحَقَّ؛ وَ یُمِیتُ بِهِمُ الْبَاطِلَ، عِدَّتُهُمْ عِدَّةُ أَشْهُرِ السَّنَةِ آخِرُهُمْ یُصَلِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ الْمَسِیحُ خَلْفَهُ «1»
قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْقَطَّانُ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ الضُّبِّیُّ، یُعْرَفُ بِتَمْتَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو قَبِیصَةَ بْنِ عُقْبَةَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِی حَیَّانُ بْنُ أَبِی بِشْرٍ الْغَنَوِیُّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ الْمَکِّیِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَیْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ الْکَنَانِیَ «2» یَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِیّاً عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ: لَیْلَةُ الْقَدْرِ فی کُلِّ سَنَةٍ یَنْزِلُ
______________________________
(1) اخرجه فی الْبِحَارُ ص 137 ج 9 وَ فی اثبات الْهُدَاةِ ج 3 ص 201 عَنْ هَذَا الْکِتَابِ.
(2) اخرجه فی الْبِحَارُ ص 162 ج 9 وَ فی اثبات الْهُدَاةِ ج 3 ص 201 مُخْتَصَراً عَنْ هَذَا الْکِتَابِ.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:30
فِیهَا عَلَی الْوُصَاةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَا یَنْزِلُ؛ قِیلَ لَهُ: وَ مَنِ الْوُصَاةُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ؟ قَالَ: أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِی هُمُ الْأَئِمَّةُ الْمُحَدَّثُونَ؛ قَالَ مَعْرُوفٌ: فَلَقِیتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَی ابْنِ عَبَّاسٍ فِی مَکَّةَ؛ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِیثِ؛ فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ یُحَدِّثُ بِذَلِکَ وَ یَقْرَأُ: وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا رَسُولٍ وَ لَا مُحَدَّثٍ.
قَالَ: هُمْ وَ اللَّهِ الْمُحَدَّثُونَ
(قال: و من اعجب الروایات فی اعداد الائمة و اسمائهم من طریق المخالفین ما رووه عن داود الرقی «1» عن ابی عبد اللّه (ع))
قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو الْحُسَیْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُکْرَمٍ الطستی؛ قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی الْأَسَدِیُّ؛ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ فَقَالَ لِی: مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِکَ عَنَّا یَا دَاوُدُ؟ فَقُلْتُ لَهُ: حَاجَةٌ عَرَضَتْ لِی بِالْکُوفَةِ هِیَ الَّتِی أَبْطَأَتْ بِی عَنْکَ جُعِلْتُ فِدَاکَ، فَقَالَ لِی: مَاذَا رَأَیْتَ بِهَا؟ قُلْتُ: رَأَیْتُ عَمَّکَ زَیْداً عَلَی فَرَسٍ ذَنُوبٍ «2» قَدْ تَقَلَّدَ مُصْحَفاً وَ قَدْ حَفَّ بِهِ فُقَهَاءُ الْکُوفَةِ وَ هُوَ یَقُولُ: یَا أَهْلَ الْکُوفَةِ إِنِّی الْعَلَمُ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی، قَدْ عَرَفْتُ مَا فِی کِتَابِ اللَّهِ مِنْ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ؛ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: یَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ایتِنِی بِتِلْکَ الصَّحِیفَةِ؛ فَأَتَاهُ بِصَحِیفَةٍ بَیْضَاءَ فَدَفَعَهَا إِلَیَّ وَ قَالَ لِی: اقْرَأْ هَذِهِ مِمَّا أُخْرِجَ إِلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَرِثُهُ کَابِرٌ عَنْ کَابِرٍ مِنَّا مِنْ لَدُنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ؛ فَقَرَأْتُهَا فَإِذَا فِیهَا سَطْرَانِ: السَّطْرُ الْأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَ السَّطْرُ الثَّانِی إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی کِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ
______________________________
(1) اخرجه فی الْبِحَارُ ص 48 ج 11 وَ فی اثبات الْهُدَاةِ ج 3 ص 203 مُخْتَصَراً عَنْ هَذَا الْکِتَابِ.
(2) الذَّنُوبِ مِنْ الْخَیْلِ: الوافر الذَّنْبِ.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:31
عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ؛ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ؛ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ، وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ؛ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ؛ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ، وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ؛ وَ الْخَلَفُ مِنْهُمُ الْحُجَّةُ لِلَّهِ؛ ثُمَّ قَالَ لِی: یَا دَاوُدُ أَ تَدْرِی أَیْنَ کَانَ وَ مَتَی کَانَ مَکْتُوباً؟ قُلْتُ: یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ! قَالَ: قَبْلَ أَنْ یُخْلَقَ آدَمُ بِأَلْفَیْ عَامٍ، فَأَیْنَ یُتَاهُ بِزَیْدٍ وَ یُذْهَبُ بِهِ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ لَنَا عَدَاوَةً وَ حَسَداً الْأَقْرَبُ إِلَیْنَا فَالْأَقْرَبُ!
قَالَ: وَ مِمَّا حَدَّثَنِی بِهِ هَذَا الشَّیْخُ الثِّقَةُ أَبُو الْحُسَیْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَخْرَجَهُ إِلَیَّ مِنْ أَصْلِ کِتَابِهِ وَ تَارِیخِهِ فِی سَنَةِ خَمْسٍ وَ ثَمَانِینَ وَ مِأَتَیْنِ سَمَاعَهُ مِنْ عُبَیْدِ بْنِ کَثِیرٍ أَبِی سَعْدٍ الْعَامِرِیِّ قَالَ: حَدَّثَنِی نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ أَبِی جُحَیْفَةَ السُّوَائِیِّ- مِنْ سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرٍ- وَ الْحَرْثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِیِّ الْهَمْدَانِیِّ، وَ الْحَرْثِ بْنِ شَرِبٍ؛ کُلٌّ حَدَّثَنَا أَنَّهُمْ کَانُوا عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَکَانَ إِذَا أَقْبَلَ ابْنُهُ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ: مَرْحَباً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ إِذَا أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ یَقُولُ:
بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا أَبَا ابْنِ خَیْرِ الْإِمَاءِ فَقِیلَ لَهُ: یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا بَالُکَ تَقُولُ هَذَا لِلْحَسَنِ وَ تَقُولُ هَذَا لِلْحُسَیْنِ؟ وَ مَنِ ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ؟ فَقَالَ: ذَلِکَ الْفَقِیدُ الطَّرِیدُ الشَّرِیدُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ هَذَا وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ «1».
(قال: و من اتقن الاخبار المأثورة و غریبها و عجیبها و من المصون المکنون فی اعداد الائمة و أسمائهم من طریق العامة مرفوعا و هو خبر
______________________________
(1) و اخرجه فی البحار عن هذا الکتاب ج 13 ص 28.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:32
الجارود بن المنذر «1» و اخباره عن قس بن ساعدة:)
مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ لَاحِقِ بْنِ سَابِقِ بْنِ قَرِینٍ الْأَنْبَارِیِّ، قَالَ: حَدَّثَنِی جَدِّی أَبُو النَّصْرِ سَابِقُ بْنُ قَرِینٍ، فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِأَتَیْنِ بِالْأَنْبَارِ فِی دَارِنَا، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو الْمُنْذِرِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْکَلْبِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ الشَّرْقِیِّ بْنِ الْقُطَامِیِّ؛ عَنْ تَمِیمِ بْنِ وَهْلَةَ الْمُرِّیِّ قَالَ: حَدَّثَنِی الْجَارُودُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْعَبْدِیُّ وَ کَانَ نَصْرَانِیّاً فَأَسْلَمَ عَامَ الْحُدَیْبِیَةِ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ کَانَ قَارِئاً لِلْکُتُبِ، عَالِماً بِتَأْوِیلِهَا عَلَی وَجْهِ الدَّهْرِ وَ سَالِفِ الْعَصْرِ؛ بَصِیراً بِالْفَلْسَفَةِ وَ الطِّبِّ، ذَا رَأْیٍ أَصِیلٍ وَ وَجْهٍ جَمِیلٍ؛ أَنْشَأَ یُحَدِّثُنَا فِی إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وَفَدْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فی رِجَالٍ مِنْ عَبْدِ الْقَیْسِ ذَوِی أَحْلَامٍ وَ أَسْنَانٍ وَ فَصَاحَةٍ وَ بَیَانٍ وَ حُجَّةٍ وَ بُرْهَانٍ، فَلَمَّا بَصُرُوا بِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ رَاعَهُمْ مَنْظَرُهُ وَ مَحْضَرُهُ؛ وَ أُفْحِمُوا عَنْ بَیَانِهِمْ وَ اعْتَرَاهُمُ الْعُرَوَاءُ «2» فِی أَبْدَانِهِمْ! فَقَالَ زَعِیمُ الْقَوْمِ لِی: دُونَکَ مَنْ أَقَمْتَ بِنَا أممه [أَقِمْهُ «3» فَمَا نَسْتَطِیعُ أَنْ نُکَلِّمَهُ فَاسْتَقْدَمْتُ دُونَهُمْ إِلَیْهِ فَوَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ قُلْتُ: السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی ثُمَّ أَنْشَأْتُ أَقُولُ:
______________________________
(1) رَوَی هَذَا الْحَدِیثَ الکراجکی فی کَنْزِ الْفَوَائِدِ عَنْ قَاضَی بْنِ احْمَدِ البغدادی عَنْ احْمَدِ بْنِ مُحَمَّدِ الجوهری الی آخَرَ السَّنَدِ مَعَ نُقْصَانٍ کَثِیرٍ وَ اخْتِلَافٍ یَسِیرٍ وَ اخرجه المجلسی قَدَّسَ سَرَّهُ فی اربعینه عَنْ کَنْزِ الْفَوَائِدِ ص 74 فی شَرْحِ الْحَدِیثَ الْعِشْرِینَ وَ فی الْبِحَارُ ج 6 فی آخَرَ بَابُ الْبِشَارَةِ بِمَوْلِدِ النبی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ نُبُوَّتَهُ عَنْ هَذَا الْکِتَابِ وَ فی بَابُ الْمِعْرَاجِ عَنْ تَفْسِیرِ عَلَی بْنِ ابراهیم وَ کَنْزِ الْفَوَائِدِ وَ اخرجه الْمُحْدِثُ الْحُرِّ العاملی (قَدَّهُ) فی اثبات الْهُدَاةِ ج 3 ص 202 عَنْ هَذَا الْکِتَابِ مُخْتَصَراً
(2) اعتریه الامر: أَصَابَهُ وَ العرواء: نَفْضَةً تُصِیبُ الْمَرِیضِ وَ غَیْرِهِ
(3) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُوَافِقُ لنسخة الْبِحَارُ لَکِنْ فی الاصل «اقمه» بَدَلَ «اممه».
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:33 یَا نَبِیَّ الْهُدَی أَتَتْکَ رِجَالٌ‌قَطَعَتْ قَرْدَداً وَ آلًا فَآلَا «1»
جَابَتِ الْبِیدَ وَ الْمَهَامَةَ حَتَّی‌غَالَهَا مِنْ طَوِیِّ السَّرِیِّ مَا غَالا
قَطَعَتْ دُونَکَ الصَّحَاصِحَ تَهْوَی‌لَا تَعُدُّ الْکَلَالَ فِیکَ کَلَالا «2»
کُلُّ دَهْنَاءَ تَقْصُرُ الطَّرْفُ عَنْهَاأَرْقَلَتْهَا قِلَاصُنَا إِرْقَالا «3»
وَ طَوَتْهَا الْعِتَاقُ تَجْمَحُ فِیهَابِکُمَاةٍ مِثْلِ النُّجُومِ تَلَالا «4»
ثُمَّ لَمَّا رَأَتْکَ أَحْسَنَ مَرْأًی‌أُفْحِمَتْ عَنْکَ هَیْبَةً وَ جَلَالا
تَتَّقِی شَرَّ بَأْسِ یَوْمٍ عَصِیبٍ‌هَائِلٍ أَوْجَلَ الْقُلُوبَ وَ هَالا
وَ نِدَاءً بِمَحْشَرِ النَّاسِ طُرّاًوَ حِسَاباً لِمَنْ تَمَادَی ضَلَالا
نَحْوَ نُورٍ مِنَ الْإِلَهِ وَ بُرْهَانٍ‌وَ بِرٍّ وَ نِعْمَةٍ لَنْ تُنَالا
وَ أَمَانٍ مِنْهُ لَدَی الْحَشْرِ وَ النَّشْرِإِذِ الْخَلْقُ لَا یُطِیقُ السُّؤَالا
فَلَکَ الْحَوْضُ وَ الشَّفَاعَةُ وَ الْکَوْثَرُوَ الْفَضْلُ إِذْ یَنُصُّ السُّؤَالا
خَصَّکَ اللَّهُ یَا ابْنَ آمِنَةَ الْخَیْرَإِذَا مَا تَلَتْ سِجَالٌ سِجَالا «5»
أَنْبَأَ الْأَوَّلُونَ بِاسْمِکَ فِینَاوَ بِأَسْمَاءٍ بَعْدَهُ تَتَلَالا قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِصَفْحَةِ وَجْهِهِ الْمُبَارَکِ شِمْتُ مِنْهُ ضِیَاءً لَامِعاً سَاطِعاً کَوَمِیضِ الْبَرْقِ «6» فَقَالَ: یَا جَارُودُ لَقَدْ تَأَخَّرَ بِکَ
______________________________
(1) قَالَ ابْنِ اثیر فی النِّهَایَةِ: وَ فی حَدِیثٍ: قس بْنِ سَاعِدَةَ وَ آلافآلا الْآلِ السَّرَابِ. وَ قَالَ: وَ قردد: الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ مِنْ الارض وَ یُقَالُ للارض الْمُسْتَوِیَةِ ایضا قردد وَ مِنْهُ حَدِیثٍ قس وَ الْجَارُودِ: قُطِعَتْ قرددا.
(2) الصحاصح جَمَعَ الصَّحْصَحِ: مَا اسْتَوَی مِنْ الارض وَ کَانَ اجود.
(3) الدهناء: الفلات وَ ارقل الْمَفَازَةِ: قَطَعَهَا. الْقِلَاصَ جَمَعَ القلوص مِنْ الابل: الطَّوِیلَةِ القوائم.
(4) الْعَتَاقِ جَمَعَ العتبق وَ فَرَسٍ عَتِیقٍ: رائع. وَ جمح الْفَرَسِ: تَغْلِبَ عَلَی رَاکِبَهُ وَ ذَهَبَ بِهِ لَا ینثنی.
(5) السجال جَمَعَ السجل: الدَّلْوِ الْعَظِیمَةِ فِیهَا مَاءٍ قُلْ او کَثُرَ.
(6) وَ میض الْبَرْقِ: لمعانه.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:34
وَ بِقَوْمِکَ الْمَوْعِدُ، وَ قَدْ کُنْتُ وَعَدْتُهُ قَبْلَ عَامِی ذَلِکَ أَنْ أَفِدَ إِلَیْهِ بِقَوْمِی؛ فَلَمْ آتِهِ وَ أَتَیْتُهُ فِی عَامِ الْحُدَیْبِیَةِ؛ فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ! بِنَفْسِی أَنْتَ مَا کَانَ إِبْطَائِی عَنْکَ إِلَّا أَنَّ جُلَّةَ قَوْمِی أَبْطَئُوا عَنْ إِجَابَتِی حَتَّی سَاقَهَا اللَّهُ إِلَیْکَ لِمَا أَرَادَ لَهَا مِنَ الْخَیْرِ لَدَیْکَ، فَأَمَّا مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ فَحَظُّهُ فَاتَ مِنْکَ؛ ذَلِکَ أَعْظَمُ حَوْبَةً «1» وَ أَکْثَرُ عُقُوبَةً وَ لَوْ کَانُوا مِمَّنْ سَمِعَ بِکَ أَوْ رَآکَ لَمَا ذَهَبُوا عَنْکَ؛ فَإِنَّ بُرْهَانَ الْحَقِّ فِی مَشْهَدِکَ وَ مَحْتِدِکَ «2» وَ قَدْ کُنْتُ عَلَی دِینِ النَّصْرَانِیَّةِ قَبْلَ أَتْیَتِی إِلَیْکَ الْأُولَی فَهَا أَنَا تَارِکُهُ بَیْنَ یَدَیْکَ إِذْ ذَلِکَ مِمَّا یُعَظِّمُ الْأَجْرَ وَ یَمْحُو الْمَأْثَمَ وَ الْحُوبَ وَ یُرْضِی الرَّبَّ عَنِ الْمَرْبُوبِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَنَا ضَامِنٌ لَکَ یَا جَارُودُ! قُلْتُ: أَعْلَمُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّکَ بِذَلِکَ ضَمِینٌ قَمِینٌ «3» قَالَ: فَدِنِ الْآنَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ دَعْ عَنْکَ النَّصْرَانِیَّةَ، قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ، وَ أَنَّکَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ لَقَدْ أَسْلَمْتُ عَلَی عِلْمٍ بِکَ وَ نَبَإٍ فِیکَ؛ عَلِمْتُهُ مِنْ قَبْلُ، فَتَبَسَّمَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ کَأَنَّهُ عَلِمَ مَا أَرَدْتُهُ مِنَ الْإِنْبَاءِ فِیهِ، فَأَقْبَلَ عَلَیَّ وَ عَلَی قَوْمِی فَقَالَ: أَ فِیکُمْ مَنْ یَعْرِفُ قُسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الْإِیَادِیَّ؟ قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ کُلُّنَا نَعْرِفُهُ غَیْرَ أَنِّی مِنْ بَیْنِهِمْ عَارِفٌ بِخَبَرِهِ وَاقِفٌ عَلَی أَثَرِهِ، کَانَ قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سِبْطاً مِنْ أَسْبَاطِ الْعَرَبِ عُمِّرَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ تَقَفَّرَ مِنْهَا فِی الْبَرَارِی خَمْسَةَ أَعْمَارٍ یَضِجُّ بِالتَّسْبِیحِ عَلَی مِنْهَاجِ الْمَسِیحِ؛ لَا یُقِرُّهُ قَرَارٌ وَ لَا یَکُنُّهُ جِدَارٌ «4» وَ لَا یَسْتَمْتِعُ مِنْهُ جَارٌ، لَا یَفْتُرُ مِنَ الرَّهْبَانِیَّةِ وَ یَدِینُ اللَّهَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ یَلْبَسُ الْمُسُوحَ وَ یَتَحَسَّی فِی سِیَاحَتِهِ بَیْضَ النَّعَامِ «5» وَ یَعْتَبِرُ بِالنُّورِ وَ الظَّلَامِ یُبْصِرُ وَ یَتَفَکَّرُ فَیَخْتَبِرُ؛
______________________________
(1) الْحَوْبَةَ: الاثم.
(2) المحتد: الاصل.
(3) القمین: الخلیق الجدیر.
(4) کَنَّ الشی‌ء: سَتَرَهُ فی کُنْهَ وَ غَطَاهُ وَ أَخْفَاهُ وَ صَانَهُ مِنْ الشَّمْسُ.
(5) الْمُسُوحَ جَمَعَ الْمَسْحِ بِالْکَسْرِ: مَا یَلْبَسُ مِنْ نسیج الشَّعْرِ عَلَی الْبَدَنِ تقشعا وَ قَهْراً لِلْجَسَدِ. وَ تحسی الْمَرَقِ: شُرْبِهِ شَیْئاً بَعْدَ شی‌ء.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:35
تُضْرَبُ بِحِکْمَتِهِ الْأَمْثَالُ، أَدْرَکَ رَأْسَ الْحَوَارِیِّینَ شَمْعُونَ وَ أَدْرَکَ لُوقَا وَ یُوحَنَّا وَ أَمْثَالَهُمْ فَفَقِهَ کَلَامَهُمْ وَ نَقَلَ مِنْهُمْ، تَحَوَّبَ الدَّهْرَ «1» وَ جَانَبَ الْکُفْرَ؛ وَ هُوَ الْقَائِلُ بِسُوقِ عُکَاظٍ وَ ذِی الْمَجَازِ شَرْقٌ وَ غَرْبٌ وَ یَابِسٌ وَ رَطْبٌ وَ أُجَاجٌ وَ عَذْبٌ وَ حَبٌّ وَ نَبَاتٌ، وَ جَمْعٌ وَ أَشْتَاتٌ، وَ ذَهَابٌ وَ مَمَاتٌ، وَ آبَاءٌ وَ أُمَّهَاتٌ وَ سُرُورٌ مَوْلُودٌ وَ رُزْءٌ مَفْقُودٌ نَبَأٌ لِأَرْبَابِ الْغَفْلَةِ «2» لَیُصْلِحَنَّ الْعَامِلُ عَمَلَهُ قَبْلَ أَنْ یَفْقِدَ أَجَلَهُ؛ کَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ لَیْسَ بِمَوْلُودٍ وَ لَا وَالِدٍ أَمَاتَ وَ أَحْیَا وَ خَلَقَ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثَی وَ هُوَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی، ثُمَّ أَنْشَدَ کَلِمَةً لَهُ شِعْراً:
ذِکْرُ الْقَلْبِ مِنْ جَوَاهُ أَذْکَارٌوَ لَیَالٍ خِلَالَهُنَّ نَهَارٌ
وَ شُمُوسٌ مِنْ تَحْتِهَا قَمَرُ اللَّیْلِ‌وَ کُلُّ مُتَابِعٍ مَوَّارٌ
وَ جِبَالٌ شَوَامِخُ رَاسِیَاتٌ‌وَ بِحَارٌ مِیَاهُهُنَّ غِزَارٌ
وَ صَغِیرٌ وَ أَشْمَطُ وَ رَضِیعٌ‌کُلُّهُمْ فِی السَّعِیدِ یَوْماً بَوَارٌ «3»
کُلُّ هَذَا هُوَ الدَّلِیلُ عَلَی اللَّهِ‌فَفِیهِ لَنَا هُدًی وَ اعْتِبَارٌ ثُمَّ صَاحَ: یَا مَعَاشِرَ إِیَادٍ أَیْنَ ثَمُودُ وَ أَیْنَ عَادٌ! وَ أَیْنَ الْآبَاءُ وَ الْأَجْدَادُ وَ أَیْنَ الْعَلِیلُ وَ الْعُوَّادُ وَ أَیْنَ الطَّالِبُونَ وَ الرُّوَّادُ، وَ کُلٌّ لَهُ مَعَادٌ أَقْسَمَ قُسٌّ بِرَبِّ الْعِبَادِ؛ وَ سَاطِحِ الْمِهَادِ، وَ خَالِقِ السَّبْعِ الشِّدَادِ، سَمَاوَاتٍ بِلَا عِمَادٍ لَیُحْشَرَنَّ عَلَی الِانْفِرَادِ، وَ عَلَی قُرْبٍ وَ بِعَادٍ، إِذَا نُفِخَ فِی الصُّوَرِ وَ نُقِرَ فِی النَّاقُورِ؛ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِالنُّورِ، فَقَدْ وَعَظَ الْوَاعِظُ؛ وَ انْتَبَهَ الْقَائِظُ «4»
______________________________
(1) تحوب: اجْتَنَبَ الحوب ای الاثم.
(2) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُوَافِقُ لنسخة الْبِحَارُ وَ کَانَ فی الاصل «بئسا» بَدَلَ «نَبَأُ».
(3) الاشمط: الذی خَالَطَ بباض رَأْسَهُ سَوَادٍ.
(4) کَذَا فی نسختی الاصل وَ الْبِحَارِ وَ الظَّاهِرُ «الیاقظ» بَدَلَ «القایظ» کَمَا استظهره المجلسی (ره) ایضا.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:36
وَ أَبْصَرَ اللَّاحِظُ وَ لَفَظَ اللَّافِظُ، فَوَیْلٌ لِمَنْ صَدَفَ عَنِ الْحَقِّ الْأَشْهَرِ، وَ کَذَّبَ بِیَوْمِ الْمَحْشَرِ وَ السِّرَاجِ الْأَزْهَرِ، فِی یَوْمِ الْفَصْلِ وَ مِیزَانِ الْعَدْلِ، ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
یَا نَاعِیَ الْمَوْتِ وَ الْأَمْوَاتُ فِی جَدَثٍ‌عَلَیْهِمُ مِنْ بَقَایَا بَزِّهِمْ خَرَقُ
مِنْهُمْ عُرَاةٌ وَ مَوْتَی فِی ثِیَابِهِمْ‌مِنْهَا الْجَدِیدُ وَ مِنْهَا الْأَوْرَقُ الْخَلَقُ
دَعْهُمْ فَإِنَّ لَهُمْ یَوْماً یُصَاحُ بِهِمْ‌کَمَا یُنَبَّهُ مِنْ رَقَدَاتِهِ الصَّعِقُ
حَتَّی یَجِیئُوا بِحَالٍ غَیْرِ حَالِهِمْ‌خَلْقٌ مَضَوْا ثُمَّ مَا ذَا بَعْدَ ذَاکَ لَقُوا ثُمَّ أَقْبَلْتُ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ: عَلَی عِلْمٍ بِهِ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ کَمَا آمَنْتُ بِهِ أَنَا، فَنَصَّتْ إِلَی رَجُلٍ مِنْهُمْ وَ أَشَارَتْ إِلَیْهِ وَ قَالُوا: هَذَا صَاحِبُهُ وَ طَالِبُهُ عَلَی وَجْهِ الدَّهْرِ وَ سَالِفِ الْعَصْرِ؛ وَ لَیْسَ فِینَا خَیْرٌ مِنْهُ وَ لَا أَفْضَلُ فَبَصُرْتُ بِهِ أَغَرَّ أَبْلَجَ قَدْ وَقَذَتْهُ الْحِکْمَةُ أَعْرِفُ ذَلِکَ فی أَسَارِیرِ وَجْهِهِ «1» وَ إِنْ لَمْ أُحِطْ عِلْماً بِکُنْهِهِ قُلْتُ: وَ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا هَذَا سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ ذُو الْبُرْهَانِ الْعَظِیمِ، وَ الشَّأْنِ الْقَدِیمِ فَقَالَ سَلْمَانُ: عَرَفْتُهُ یَا أَخَا عَبْدِ الْقَیْسِ مِنْ قَبْلِ إِتْیَانِهِ؛ فَأَقْبَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ یَتَلَأْلَأُ وَ یُشْرِقُ وَجْهُهُ نُوراً وَ سُرُوراً، فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُسّاً کَانَ یَنْتَظِرُ زَمَانَکَ وَ یَتَوَکَّفُ إِبَّانَکَ «2» وَ یَهْتِفُ بِاسْمِکَ وَ اسْمِ أَبِیکَ وَ أُمِّکَ، وَ بِأَسْمَاءٍ لَسْتُ أُصِیبُهَا مَعَکَ وَ لَا أَرَاهَا فِی مَنِ اتَّبَعَکَ؛ قَالَ سَلْمَانُ: فَأَخْبِرْنَا فَأَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُمْ وَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ یَسْمَعُ وَ الْقَوْمُ سَامِعُونَ وَاعُونَ؛ قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ شَهِدْتُ قُسّاً خَرَجَ مِنْ نَادٍ مِنْ أَنْدِیَةِ إِیَادٍ، إِلَی صَحْصَحٍ ذِی قَتَادٍ وَ سَمُرَةٍ وَ عَتَادٍ «3»
______________________________
(1) الاساربر: الْخُطُوطَ فی الْجَبْهَةِ.
(2) توکف الْخَبَرَ: لِتَظْهَرَ ظُهُورِهِ. وَ ابان الشی‌ء بِکِسْرٍ الْهُمَزَةِ وَ شَدَّ الْبَاءِ: أَوَّلِهِ. حِینِهِ.
(3) الاندیة جَمَعَ النادی: مَجْلِسٍ الْقَوْمِ ما داموا مُجْتَمِعِینَ فِیهِ. وَ الصَّحْصَحِ تَقَدَّمَ مَعْنَاهُ وَ الْقَتَادِ: شَجَرِ صُلْبِ لَهُ شَوْکَ کالابر. وَ السُّمْرَةِ بِالضَّمِّ: شَجَرِ الطَّلْحِ وَ هُوَ شَجَرِ عِظَامِ کَثِیرٍ الشَّوْکِ. وَ العتاد بِفَتْحِ الْعَیْنِ: کُلِّ مَا هیی‌ء مِنْ سِلَاحُ وَ دَوَابَّ وَ آلَةٍ حَرْبٍ.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:37
وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ بِنِجَادٍ، فَوَقَفَ فِی إِضْحِیَانِ لَیْلٍ کَالشَّمْسِ «1» رَافِعاً إِلَی السَّمَاءِ وَجْهَهُ وَ إِصْبَعَهُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ السَّبْعَةِ الْأَرْقِعَةِ وَ الْأَرَضِینَ الْمُمْرِعَةِ «2» وَ بِمُحَمَّدٍ وَ الثَّلَاثَةِ الْمَحَامِدَةِ مَعَهُ، وَ الْعَلِیِّینَ الْأَرْبَعَةِ، وَ سِبْطَیْهِ النَّبِعَةِ وَ الْأَرْفِعَةِ الْفَرِعَةِ «3» وَ السُّرَی اللَّامِعَةِ وَ سَمِیِّ الْکَلِیمِ الضَّرَعَةِ «4» وَ الْحَسَنِ ذِی الرِّفْعَةِ أُولَئِکَ النُّقَبَاءُ الشَّفَعَةُ وَ الطَّرِیقُ [الطُّرُقُ الْمَهْیَعَةُ «5» دَرَسَةُ الْإِنْجِیلِ وَ حَفَظَةُ التَّنْزِیلِ، عَلَی عَدَدِ النُّقَبَاءِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ، مُحَاةُ الْأَضَالِیلِ وَ نُفَاةُ الْأَبَاطِیلِ، الصَّادِقُو الْقِیلِ، عَلَیْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ وَ بِهِمْ تُنَالُ الشَّفَاعَةُ، وَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَرْضُ الطَّاعَةِ، ثُمَّ قَالَ:
اللَّهُمَّ لَیْتَنِی مُدْرِکُهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ لَأْیٍ «6» مِنْ عُمُرِی وَ مَحْیَایَ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
مَتَی أَنَا قَبْلَ الْمَوْتِ لِلْحَقِّ مُدْرِکٌ‌وَ إِنْ کَانَ لِی مِنْ بَعْدِ هَاتِیکَ مَهْلَکُ
وَ إِنْ غَالَنِی الدَّهْرُ الْخَئُونُ بِغَوْلِهِ‌فَقَدْ غَالَ مَنْ قَبْلِی وَ مَنْ بَعْدُ یُوشِکُ
فَلَا غَرْوَ إِنِّی سَالِکٌ مَسْلَکَ الْأُولَی‌وَشِیکاً وَ مَنْ ذَا لِلرَّدَی لَیْسَ یَسْلُکُ «7»
______________________________
(1) لَیْلَةٍ اضحیانة: مُضِیئَةٍ.
(2) الارقعة جَمَعَ الرقیع: السَّمَاءِ عُمُوماً. وَ قِیلَ الرقع اسْمُ سَمَاءٍ الدُّنْیَا وَ أمرع الْمَکَانِ: أَخْصَبَ.
(3) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُوَافِقُ لنسختی الْبِحَارُ وَ اثبات الْهُدَاةِ لَکِنْ فی الاصل «الارفعة الْقُرْعَةُ» بِحَذْفِ العاطف وَ الْقُرْعَةُ بالقاف.
(4) کَذَا فی الاصل وَ نُسْخَةِ الْبِحَارِ وَ الظَّاهِرُ انْهَ تَصْحِیفٌ الصَّرْعَةَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ کَمَا فی بَعْضِ نُسَخِ اثبات الْهُدَاةِ وَ هُوَ بِمَعْنَی الْحَلِیمُ عِنْدَ الْغَضَبِ.
(5) الْمَهْیَعَ: الطَّرِیقِ الْوَاسِعِ الْبَیْنِ.
(6) اللاءی: الشِّدَّةِ وَ الْمِحْنَةِ.
(7) الْوَشِیکُ: السَّرِیعُ.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:38
ثُمَّ آبَ یُکَفْکِفُ دَمْعَهُ وَ یَرِنُّ رَنِینَ الْبَکْرَةِ «1» وَ قَدْ برئت [بُرِیَتْ ببراة [بِمِبْرَاةٍ وَ هُوَ یَقُولُ:
أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَماًلَیْسَ بِهِ مُکْتَتِمَا
لَوْ عَاشَ أَلْفَیْ عُمُرٍلَمْ یَلْقَ مِنْهَا سَأَمَا
حَتَّی یُلَاقِیَ أَحْمَداًوَ النُّقَبَاءَ الْحُکَمَا
هُمْ أَوْصِیَاءُ أَحْمَدَأَکْرَمَ مَنْ تَحْتَ السَّمَا
یَعْمَی الْعِبَادُ عَنْهُمُ‌وَ هُمْ جَلَاءٌ لِلْعَمَی
لَسْتُ بِنَاسٍ ذِکْرَهُمْ‌حَتَّی أَحُلَّ الرَّجَمَا «2» ثُمَّ قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِی أَنْبَأَکَ اللَّهُ بِخَیْرٍ عَنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی لَمْ نَشْهَدْهَا وَ أَشْهَدَنَا قُسٌّ ذِکْرَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: یَا جَارُودُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ أَنْ سَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنا عَلَی مَا بُعِثُوا؟ فَقُلْتُ: عَلَی مَا بُعِثْتُمْ؟ فَقَالُوا: عَلَی نُبُوَّتِکَ وَ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْکُمَا؛ ثُمَّ أَوْحَی إِلَیَّ أَنِ الْتَفِتْ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ؛ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ؛ وَ الْحُسَیْنُ، وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ، وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ؛ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ؛ وَ الْمَهْدِیُّ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نُورٍ یُصَلُّونَ؛ فَقَالَ لِیَ الرَّبُّ تَعَالَی: هَؤُلَاءِ الْحُجَجُ لِأَوْلِیَائِی وَ هَذَا الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی؛ قَالَ الْجَارُودُ: فَقَالَ لِی سَلْمَانُ یَا جَارُودُ هَؤُلَاءِ الْمَذْکُورُونَ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ کَذَلِکَ؛ فَانْصَرَفْتُ بِقَوْمِی وَ قُلْتُ فِی وِجْهَتِی [تَوَجُّهِی إِلَی قَوْمِی:
______________________________
(1) کفکف الدَّمْعِ: مَسَحَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَ الْبِکْرَةِ بِضَمِّ الْبَاءِ وَ کَسْرِهَا:
آلَةٍ مُسْتَدِیرَةً فی وَسَطِهَا محزنم عَلَیْهَا حَبَلٌ لَرُفِعَ الاثقال وَ حَطَّهَا.
(2) الرَّجْمُ: الْقَبْرِ.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:39 أَتَیْتُکَ یَا ابْنَ آمِنَةَ الرَّسُولَالِکَیْ بِکَ أَهْتَدِی النَّهْجَ السَّبِیلَا
فَقُلْتُ وَ کَانَ قَوْلُکَ قَوْلَ حَقٍ‌وَ صِدْقٍ مَا بَدَا لَکَ أَنْ تَقُولَا
وَ بَصَّرْتَ الْعَمَی مِنْ عَبْدِ قَیْسٍ‌وَ کُلٌّ کَانَ مِنْ عَمَهٍ ضَلِیلَا
وَ أَنْبَئْنَاکَ عَنْ قُسِّ الْإِیَادِی‌مَقَالًا فِیکَ ظِلْتَ بِهِ جَدِیلَا
وَ أَسْمَاءً عَمَتْ عَنَّا فَآلَتْ‌إِلَی عِلْمٍ وَ کُنْتُ بِهِ جَهُولَا
(قال الشیخ أبو عبد اللّه احمد بن محمّد: و اذ قد تقدم لنا ذکر الرسول و الائمة الاثنی عشر من بعده بنعوتهم فی الانجیل عن کعب الاحبار، فهذه روایة اخری «1» هی اسمائهم فی التوراة.)
قَالَ حَدَّثَنِی ثُوَابَةُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِیُّ قَالَ: حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ الْمِصِّیصِیُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِی حَاجِبُ بْنُ سُلَیْمَانَ أَبُو موزج الصیدوی قَالَ: لَقِیتُ بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ عِمْرَانَ بْنَ خَاقَانَ الْوَافِدَ إِلَی الْمَنْصُورِ الْمَنْصُوبَ عَلَی یَهُودِ الْجَزِیرَةِ وَ غَیْرِهَا أَسْلَمَ عَلَی یَدِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ؛ وَ کَانَ قَدْ حَجَّ الْیَهُودُ بِبَیَانِهِ وَ کَانُوا لَا یَسْتَطِیعُونَ جَحْدَهُ لِمَا فِی التَّوْرَاةِ مِنْ عَلَامَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِهِ؛ فَقَالَ لِی یَوْماً: یَا أَبَا موزج إِنَّا نَجِدُ فِی التَّوْرَاةِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ اسْماً مِنْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ؛ هُمْ أَوْصِیَاؤُهُ وَ خُلَفَاؤُهُ مَذْکُورُونَ فِی التَّوْرَاةِ لَیْسَ فِیهِمُ الْقَائِمُونَ بَعْدَهُ؛ مِنْ تَیْمٍ وَ لَا عَدِیٍّ وَ لَا بَنِی أُمَیَّةَ؛ وَ إِنِّی لَأَظُنُّ مَا یَقُولُهُ هَذِهِ الشِّیعَةُ حَقّاً؟
قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِی بِهِ، قَالَ لَتَعْطُیِنِی عَهْدَ اللَّهِ وَ مِیثَاقَهُ أَنْ لَا تُخْبِرَ الشِّیعَةَ بِشَیْ‌ءٍ مِنْ ذَلِکَ فَیُظْهِرُوهُ عَلَیَّ؟ قُلْتُ: وَ مَا تَخَافُ مِنْ ذَلِکَ؟ وَ الْقَوْمُ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ قَالَ: لَیْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ أَسْمَاءَ هَؤُلَاءِ بَلْ هُمْ مِنْ وُلْدِ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ؛ وَ هُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ مَنْ بَقِیَّتُهُ فِی الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَیْتُهُ مَا أَرَادَ مِنَ الْمَوَاثِیقِ، وَ قَالَ لِی: حَدِّثْ بِهِ بَعْدِی إِنْ تَقَدَّمْتُکَ وَ إِلَّا فَلَا؛ عَلَیْکَ أَنْ لَا تُخْبِرَ بِهِ أَحَداً؛ قَالَ:
______________________________
(1) اخرجه فی الْبِحَارُ ج 9 ص 127 عَنْ هَذَا الْکِتَابِ.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:40
نَجِدُهُمْ فِی التَّوْرَاةِ شموعل شماعسحوا و هی بیرختی ایثوا بمایذیثم عوشود بستم بولید و بشیر العوی قوم‌لوم کودو دعان لامذبور و هومل «1» قَالَ وَ فِی التَّوْرَاةِ أَنَّ شموعل یَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ ابْنٌ مُبَارَکٌ صَلَاتِی عَلَیْهِ وَ قُدْسِی، یَلِدُ اثْنَیْ عَشَرَ وَلَداً یَکُونُ ذِکْرُهُمْ بَاقِیاً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ، وَ عَلَیْهِمُ الْقِیَامَةُ تَقُومُ؛ طُوبَی لِمَنْ عَرَفَهُمْ بِحَقِیقَتِهِمْ.
(قال الشیخ ابو عبد اللّه: و نختم هذا الخبر بأعظم خاتم و اکرم خبر؛ و هو ذکر صاحب الامر علیه السّلام علی ألسنة الفرس و ینتظم أعداد السادة الائمة علیهم السلام.)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ سُفْیَانَ الْبَزُوفَرِیُّ قَالَ:
حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ النُّوشْجَانِیُّ، قَالَ حَدَّثَنِی النُّوشْجَانِیُّ [عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ] «2» ابْنِ البودمردان- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ النُّوشْجَانِیُّ وَ نُوشْجَانُ جَدِّی- قَالَ: لَمَّا جَلَی الْفُرْسُ عَنِ الْقَادِسِیَّةِ؛ وَ بَلَغَ یَزْدَجَرْدَ بْنَ شَهْرِیَارَ مَا کَانَ مِنْ رُسْتُمَ وَ إِدَالَةِ الْعَرَبِ عَلَیْهِ، وَ ظَنَّ أَنَّ رُسْتُمَ قَدْ هَلَکَ وَ الْفُرْسَ جَمِیعاً، وَ جَاءَ مَنَاذِرُ فَأَخْبَرَهُ بِیَوْمِ الْقَادِسِیَّةِ وَ انْجِلَائِهَا عَنْ خَمْسِینَ أَلْفَ قَتِیلٍ مِنَ الْفُرْسِ، خَرَجَ یَزْدَجَرْدُ هَارِباً فی أَهْلِ بَیْتِهِ، فَوَقَفَ بِبَابِ الْإِیوَانِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَیْکَ أَیُّهَا الْإِیوَانُ هَا أَنَا ذَا مُنْصَرِفٌ عَنْکَ وَ أَرْجِعُ إِلَیْکَ أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی، لَمْ یَدْنُ زَمَانُهُ وَ لَا آنَ أَوَانُهُ؛ قَالَ سُلَیْمَانُ الدَّیْلَمِیُّ: فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِکَ؟ وَ قُلْتُ لَهُ: مَا قَوْلُهُ أَوْ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی؟ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: ذَلِکَ صَاحِبِکُمْ الْقَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ السَّادِسُ مِنْ وُلْدِی، قَدْ وَلَدَهُ یَزْدَجَرْدُ
______________________________
(1) أَخْرَجَ ابْنِ شَهْرِ آشوب (قَدَّهُ) هَذِهِ الالفاظ الْمَنْقُولَةِ مِنْ التَّوْرِیَةَ فی الْمَنَاقِبِ مَعَ اخْتِلَافٍ کَثِیرٍ (ج 1 ص 301 ط قُمْ) عَنْ هَذَا الْکِتَابِ وَ کَذَا المجلسی (ره) فی الْبِحَارُ وَ لَا تَخْلُوا الْجَمِیعِ عَنْ التَّحْرِیفِ وَ التَّصْحِیفِ وَ قَدْ مَرَّ شَطْرُ مِنْ الْکَلَامِ فی ذَلِکَ فی حَدِیثٍ کَعْبٍ الاحبار ایضا فَرَاجَعَ.
(2) مَا بَیْنَ المعقفتین انما هُوَ فی نُسْخَةٍ الْبِحَارُ دُونَ الاصل.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:41
فَهُوَ وَلَدُهُ وَ ذَکَرْنَا فِی الْحَدِیثِ فِی یَوْمِ الْقَادِسِیَّةِ «1».
قَالَ: وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَدَمِیُّ مِنْ أَصْلِ کِتَابِهِ وَ أَثْنَی ابْنُ غَالِبٍ الْحَافِظُ عَلَیْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ عُبَیْدِ بْنِ نَاصِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنِ عُلْوَانَ الْکَلْبِیُّ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَرْثِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: إِنَّ مُوسَی نَظَرَ لَیْلَةَ الْخِطَابِ إِلَی کُلِّ شَجَرَةٍ فِی الطُّورِ، وَ کُلِّ حَجَرٍ وَ نَبَاتٍ تَنَطِقُ بِذِکْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ اثْنَیْ عَشَرَ وَصِیّاً لَهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَالَ مُوسَی: إِلَهِی لَا أَرَی شَیْئاً خَلَقْتَهُ إِلَّا وَ هُوَ نَاطِقٌ بِذِکْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَوْصِیَائِهِ الِاثْنَیْ عَشَرَ، فَمَا مَنْزِلَةُ هَؤُلَاءِ عِنْدَکَ؟ قَالَ: یَا ابْنَ عِمْرَانَ إِنِّی خَلَقْتُهُمْ قَبْلَ خَلْقِ الْأَنْوَارِ وَ جَعَلْتُهُمْ فِی خِزَانَةِ قُدْسِی یَرْتَعُونَ فِی رِیَاضِ مَشِیَّتِی، وَ یَتَنَسَّمُونَ رَوْحَ جَبَرُوتِی، وَ یُشَاهِدُونَ أَقْطَارَ مَلَکُوتِی؛ حَتَّی إِذَا شِئْتُ مَشِیَّتِی أَنْفَذْتُ قَضَائِی وَ قَدَرِی؛ یَا ابْنَ عِمْرَانَ إِنِّی سَبَقْتُ بِهِمُ السُّبَّاقَ حَتَّی أُزَخْرِفَ بِهِمْ جِنَانِی، یَا ابْنَ عِمْرَانَ تَمَسَّکْ بِذِکْرِهِمْ فَإِنَّهُمْ خَزَنَةُ عِلْمِی وَ عَیْبَةُ حِکْمَتِی؛ وَ مَعْدِنُ نُورِی قَالَ حُسَیْنُ بْنُ عُلْوَانَ: فَذَکَرْتُ ذَلِکَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: حَقٌّ ذَلِکَ هُمُ اثْنَا عَشَرَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ (ع)؛ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ، وَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّمَا أَسْأَلُکَ لِتُفْتِیَنِی بِالْحَقِّ: قَالَ: أَنَا وَ ابْنِی هَذَا- وَ أَوْمَأَ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلَامُ- وَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِهِ یَغِیبُ شَخْصُهُ وَ لَا یَحِلُّ ذِکْرُهُ بِاسْمِهِ «2».
تم الجزء الثانی بحمد اللّه و منّه و صلوته علی محمّد و آله و یتلوه فی الجزء الثالث انشاء اللّه ما جاء من شواهد الاشعار المقولة قبل وجود السادة
______________________________
(1) اخرجه فی البحار ج 13 ص 40 عن هذا الکتاب.
(2) اخرجه فی البحار ج 13 ص 37 و فی اثبات الهداة ج 3 ص 204 عن هذا الکتاب.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:42
و موالیدهم بذکرهم «1».
______________________________
(1) و من جملة الروایات التی رواها الشیخ ابو عبد اللّه احمد بن محمد الجوهری (مؤلف هذا الکتاب) ما اخرجه الخزاز فی الکفایة ص 293 فی باب ما جاء عن سلمان عنه و عن محمد بن عبد المطلب جمیعا عن محمد بن لاحق الیمانی عن ادریس بن زیاد السبیعی عن اسرائیل بن یونس بن ابی اسحق السبیعی عن جعفر بن زبیر عن القسم بن سلیمان عن سلمان الفارسی قال خطبنا رسول اللّه (ص) فقال معاشر الناس انی راحل عنکم عن قریب و منطلق الی الغیب اوصیکم فی عترتی خیرا و ایاکم و البدع فان کل بدعة ضلالة و کل ضلالة و اهلها فی النار معاشر الناس من افتقد الشمس فلیتمسک بالقمر و من افتقد القمر فلیتمسک بالفرقدین و من افتقد الفرقدین فلیتمسک بالنجوم الزاهرة بعدی اقول قولی و استغفر اللّه لی و لکم فلما نزل عن منبره علیه السلام تبعته حتی دخل بیت عایشة فدخلت علیه فقلت بابی و امی یا رسول اللّه سمعتک تقول اذا افتقدتم الشمس فتمسکوا بالقمر و اذا افتقدتم القمر فتمسکوا بالفرقدین و اذا افتقدتم الفرقدین فتمسکوا بالنجوم الزاهرة فما الشمس و ما القمر و ما الفرقدان و ما النجوم الزاهرة فقال اما الشمس فانا و اما القمر فعلی علیه السلام و اذا افتقد تمونی فتمسکوا به بعدی و اما الفرقدان فالحسن و الحسین علیهما السلام فاذا افتقدتم القمر فتمسکوا بهما و اما النجوم الزاهرة فالائمة (فهم خ ل) التسعة من صلب الحسین علیهم السلام و التاسع مهدیهم ثم قال صلّی اللّه علیه و آله و سلّم هم الاوصیاء و الخلفاء بعدی ائمة ابرار عدد اسباط یعقوب و حواری عیسی قلت فسمهم لی یا رسول اللّه قال اولهم سیدهم علی بن ابیطالب علیه السلام (و بعده ظ) سبطای و بعدهما زین العابدین علی بن الحسین علیه السلام و بعده محمد بن علی باقر علم النبیین و جعفر الصادق بن محمد و ابنه الکاظم سمی موسی بن عمران و الذی یقتل بارض خراسان علی علیه السلام ثم ابنه و الصادقان علی و الحسن و الحجة القائم المنتظر فی غیبته فانهم عترتی من دمی و لحمی علمهم علمی و حکمهم حکمی من آذانی فیهم فلا انا له اللّه تعالی شفاعتی.
مقتضب الأثر، الجوهری ،المتن،ص:43

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.